أين يقع قبـ ـر آدم عليه السلام ؟


 السؤال

أين يقع قبـ ـر آدم عليه السلام ؟


الجواب

الحمد لله.

أولاً:

لا يُعرف على وجه القطع واليقين بقعة في الأرض فيها جسد نبي إلا البقعة التي في " المدينة النبوية " والتي دُفن فيها محمد صلى الله عليه وسلم ، وقال بعض العلماء : إن قبر الخليل إبراهيم عليه السلام في " الخليل " في فلسطين ، ومنهم من يقول : إن الموجود هناك الآن هو عين قبره ، وقال آخرون : ثبت مكان موته ولكن لا تُعرف عين البقعة التي دفن فيها .

وكل ما عدا ذلك : فهو من المفتريات ، ولا يثبت منه شيء .


قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :

وأما قبور الأنبياء : فالذي اتفق عليه العلماء هو " قبر النبي صلى الله عليه وسلم " فإن قبره منقول بالتواتر وكذلك في صاحبيه ، وأما " قبر الخليل " : فأكثر الناس على أن هذا المكان المعروف هو قبره ، وأنكر ذلك طائفة ، وحكي الإنكار عن مالك وأنه قال : ليس في الدنيا قبر نبي يعرف إلا قبر نبينا صلى الله عليه وسلم ، لكن جمهور الناس على أن هذا قبره ، ودلائل ذلك كثيرة ، وكذلك هو عند أهل الكتاب ، ولكن ليس في معرفة قبور الأنبياء بأعيانها فائدة شرعية ، وليس حفظ ذلك من الدِّين ، ولو كان من الدِّين لحفظه الله كما حفظ سائر الدين ، وذلك أن عامة من يسأل عن ذلك إنما قصده الصلاة عندها والدعاء بها ونحو ذلك من البدع المنهي عنها .

" مجموع الفتاوى " ( 27 / 444 ) .


وقال – رحمه الله - :

قال طائفة من العلماء منهم عبد العزيز الكناني : كل هذه القبور المضافة إلى الأنبياء لا يصح شيء منها إلا قبر النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد أثبت غيره أيضا قبر الخليل عليه السلام .

" مجموع الفتاوى " ( 27 / 446 ) .


وقال الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله - :

لا يُعرف قبر نبيٍّ من الأنبياء سوى نبينا عليه الصلاة والسلام ، أما من ادعى أن هناك قبوراً في " عُمَان " أو في غير عمان معروفة للأنبياء : فهو كاذب ، وليس بصحيح ، إلا قبر نبينا عليه الصلاة والسلام في " المدينة " ، وهكذا قبر الخليل في " الخليل " في فلسطين ، معروف هناك محل القبر ، وأما بقية الأنبياء : فلا تُعرف قبورهم ، لا نوح ولا هود ولا صالح ولا إبراهيم ولا غيرهم ، ما عدا إبراهيم في " الخليل " .

المقصود : أن جميع الأنبياء ما عدا النبييْن الكريميْن عليهما الصلاة والسلام محمد وإبراهيم لا تعرف قبورهم ، محمد في " المدينة " وهذا بإجماع المسلمين معروف موجود ، وهكذا الخليل إبراهيم عليه الصلاة والسلام معروف أيضاً في المغارة في " الخليل " ، أما من سواهما من الأنبياء : فقد نص أهل العلم على أنه لا تُعرف قبورهم .

" نور على الدرب " ( شريط 642 ) .


وسئل – رحمه الله - :

هل صحيح أن آدم عليه السلام نزل في " سيريلانكا " وخاصة في منطقة " سندين " ؟ هل هذا صحيح أم لا ؟ .

فأجاب :

لا أصل لهذا ، ولا أساس لهذا ، لا تعرف صحته ، ولا أصل له ، ولا يُعرف قبره ، ولا أين نزل في أي بقعة ، أين دفن في أي بقعة ، آدم عليه الصلاة والسلام .

المقصود : أن آدم لا يُعرف في أي بقعة من الأرض ، لا في كذا ولا في كذا .

" نور على الدرب " ( شريط 642 ) .


ثانياً:

وردت آثار في تعيين قبر آدم عليه السلام ، لكن لا يصح منها شيء .

قال أبو نصر محمد بن عبد الله الإمام – وفقه الله - :

وقد جاءت آثار فيها بيان مكان قبره – أي : آدم عليه السلام - :

1. أخرج الدارقطني في " سننه " عن ابن عباس وفيه ( صلى جبريل بالملائكة على آدم ودفن في مسجد الخيف ... ) .

وهذا الأثر فيه عبدالرحمن بن مالك بن مغول ، وهو متروك ، كذا قال الدارقطني .

وجاء عند ابن عساكر وابن سعد كما في " الدر المنثور" ( 3 / 334 ) ، إلا أن السند فيه الكلبي ، وهو كذاب ، وأبو صالح ضعيف .

وجاء عند أبي الشيخ عن مجاهد أيضاً ، إلا أنه لم يصح إلى مجاهد ؛ لأنه مسلسل بالكذابين.

2. وأخرج أبو الشيخ في " العظمة " عن خالد بن معدان ( أن آدم لما توفي حمله مائة وخمسون رجلا من الهند إلى بيت المقدس ودفنوه بها وجعلوا رأسه عند الصخرة ... ) .

وفيه مجاهيل , وأعظم من هذا أنه من الإسرائيليات .

فخلاصة الكلام : أنه لا يُعلم مكان قبر آدم ، وهذا نقطع به ، ويعتبر أن ادِّعاء قبره في مكان كذا تقوُّل بدون علم .

والله أعلم

اذا اتممت القراءة شارك بذكر سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لماذا نهى النبي ﷺ عن الحبوة يوم الجمعة والإمام يخطب ؟

حكم قراءة القرآن على غير طهارة ؟؟.

كم بلغت مدة حمل السيدة مريم بسيدنا عيسى عليه السلام؟